كل شيئ تجدونه في لكدي كوم ـ صدق ـ أمانة ـ موضوعية

لكدي كوم ـ خياركم المفضل وتحت خدمتكم على بريديها الألكترونيين

لكدي كوم منبر حر نحوالأفضل

صوت الضعيف وأنة المبحوح-

لكدي كوم ترحب باقتراحاتكم ومشاركاتكم على العنوان التالي:lekdeya@gmail.com/lecdeya@gmail.com

ـ خواطركم وخدماتكم تجدونها على أثير لكدي كوم ـ لكدي كوم ترحب بكل القراء المهتمين بمقاطعة أ لاك ـ لكدي كوم في رحاب الماضي وتطلعات المستقبل

الأحد، 15 مارس 2015

إضراب الشمال وصراع السماسرة بقلم أحمد محمد المصطفي \مباركوا



شهد القطاع المنجمي في مدينة ازويرات منذ 45 يوما إضرابا عماليا  اختلف في تحديد نسبه الحقيقية، تلاه في الأيام القليلة الماضية إضراب مجموعة أخرى من عمال نفس القطاع في مدينة انواذيبو.
وبما أن هناك طائفة كبيرة من العمال لم يضربوا فقد استطاعت الشركة  الوطنية للصناعة والمناجم ـ اسنيم ـ التي تتولى مهمة استخراج  معادن الحديد من القطاع المذكور، أن تحافظ على إنتاجها اليومي من الحديد الخام و شحنه وإرساله عبر قواربها الخاصة إلى مدينة انواذيبو وتفريغ حمولته للسفن الراسيات هناك لتتولى الأخيرة مهمة نقله وتسويقه في الخارج . هذا الإضراب وما صاحبه من أحداث متسارعة هو ما جعل  معظم الناس يتابعون باهتمام  وقلق كبيرين ما تطاير هنا وهناك من أخبار مدن الشمال علها تشي بأذان فجر صادق يتردد صداه من مئذنة الشركة الوطنية للصناعة والمناجم، فتؤم في فريضة  فجرها الساطع جميع العمال وهم يصتفون خلفها متراصين في مشهد مهيب يعيد الوئام ويبدد الأوهام. لكن رياح دعاة وممتهني سياسات التفرقة العرجاء، الذين وصلو مؤخرا إلى ميدان  إضراب  مدينة المناجم جرت بما لم تشتهيه سفن شواطئ انواذيبو التي ظلت بعيدة كل البعد قرابة اربعة عقود عن زوابع السياسة وتجاذباتها الخرقاء، فلم تتعود سوى أن ترسو فتحمل بمعادن الحديد  لتمخر عباب البحارفي رحلتها المعتادة حتى تصل مضارب أوروبا فترسومرة أخرى في شواطئها فتفرغ حمولتها، في أسواق المعادن هناك  ثم تعود إلينا بخراجها وأرباحها فنقيم المشاريع ونسرع من عجلة النماء. لاحظنا الاهتمام  الكبير والمتزايد الذي تعطيه بعض الأحزاب السياسية المتخندقة في الصف المعارض لتداعيات الأزمة في الشمال، كما لاحظنا مدى التنافس والصراع القائم بين هذه الأحزاب في السبق إلى تبني خطاب المضربين ومحاولة توجيهه، حسب ما يخدم رغبة ونوايا كل طرف، ثم لاحظنا كذلك الحملة الإعلامية الهائجة والزائدة المبالغ فيها أقصى المبالغة التي حظي بها موضوع الإضراب وما دار في فلكه من طرف هؤلاء السماسرة المرجفون، حتى وصل الأمر في بعض الأحيان إلى التحريض وزرع الكراهية بين العمال وبين إدارة الشركة. وتحقيقا لهذا الغرض تم استغلال وتجنيد مجموعة كبيرة من المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي التي دأب أصحابها على إسكات أصوات صرير أمعائهم بما ينشرون وما يسوقون، إضافة إلى بعض القنوات الخصوصية المشهود لها بالفشل والارتزاق، لإدارة تمرير هذه الحملة الظالمة العمياء ضد شركة المناجم وزرع ما ترمي إليه في أذهان العامة وإقناعهم به. هكذا أججت المعارضة نار الفتنة في مدينة ازويرات  بين إدارة الشركة الوطنية للصناعة والمناجم ـ اسنيم ـ وبين يعض عمالها المضربين عن العمل المخدوعين والمغرر بهم من طرف ساسة لا يتقنون سوى سياسة التفرقة وتأزيم المواقف، وركبت دون خجل  كل الأمواج المتلاطمة في بحر صراع  هائج  هي من خلقه  بحملات التربص  والمغالطات المستمرة  التي هي أساس حملتها، ثم حاولت أن تصدر الأزمة إلى بقية المناطق الأخرى فقال أحد المتكلمين حتى لا أقول الخطباء،  وهو يتسلق أعلى منصات مهرجانات الإضراب،  أن مدينة ازويرات ستكون بداية التحرير وستكون الانطلاقة منها وبعدها ستثور جميع مدن موريتانيا.   هذا الكلام ليس غريبا إذا سمعناه من منبر مهرجان سياسي يحاول صاحبه استمالة الناس وتزييف الحقائق كي يصدقوه حتى يتسنى له تنفيذ مخططه الذي يريد. لكنه خطير ومؤسف حقا إذا صدر من منصت إضراب عمالي يتظاهر أصحابه بأن لديهم مطالب عادلة ويريدون رد حقوقهم المغتصبة، كما يدعون ،طبعالا كما يعتقدون. من المؤسف كذلك أن يطالعنا أحد ممثلي النقابات العمالية ليقول  ـ ورائحة السياسة تفوح من أنفاسه  وتنبعث من بين حروف كلماته ـ ، أنه كان يجب على الشركة أن تضع تقارير عامة بين كافة عمالها تثبت الأسعار والقيمة الحقيقية  التي تبيع بها الشركة خامها في الأسواق العالمية حتى يتسنى للعمال الإطلاع التام على جميع مدا خيل الشركة  كي يقبلوا بتحديد الأجور على ذلك الأساس، يريد أن يفرض على الشركة إنشاء مفتشية عمالية  تراقب مبيعاتها  وتسير مدا خيلها ضاربا بالدولة وجميع أجهزتها الرقابية عرض الحائط. نسي النقابي أن الشركة الوطنية للصناعة والمناجم هي أكبر شركة تعتمد عليها الدولة الموريتانية في الموازنة العامة التي تخصص الدولة على أساسها نفقات كل قطاع، وأنها وبغض النظرعن كونها أكبر مشغل بعد الدولة، تعول عليها الدولة كذلك في دعم وتمويل المشاريع التنموية التي تقوم الحكومة بتنفيذها في شتى مناحي الحياة، وما مؤسسة اسنيم الخيرية وما تقوم به من دعم وتمويل مواكب لعملية الإنماء التي تشغل الدولة وتهم المواطن الهش إلا مثالا ناصعا على ما نقول. ثم إن النقابي نسي أيضا أو تناسى أن ما يربط العامل بالشركة هو عقد عمل وليس عقد شراكة، وبالتالي فإنه من غير الوارد  ممارسة العامل لأي دور رقابي على الشركة التي يعمل فيها هذا من جهة. من جهة أخرى يحسن التنبيه إلى أن عقود العمل الموقعة من طرف العاملين والشركة المشغلة لهم تمتلك حصانة قانونية لا يجوز المساس بما أدرج فيها من حقوق  مادام العامل ملتزما بما يفرضه عليه العقد من التزامات وواجبات إزاء الشركة، ولا يمكن للشركة أن تغمط العامل أي حق من الحقوق الواردة صلب هذه العقود. فالعقد كما هو معروف شريعة المتعاقدين، ومعنى ذلك أن ما تم إدراجه في وثيقة العقد الموقع من طرف العامل ورب عمله، هو وحده المناط الذي يصلح لأن يكون أساسا للحق والالتزام، أما ما عدى ذلك فلا يصلح أن يكون مشمولا بهذا المعنى. شخصيا أعتقد أن الإضراب الذي يشهده القطاع المنجمي هذه الأيام لا يتوفر على الشروط التي تخوله أن يكون إضرابا مشروعا، ذلك أن سبب الإضراب لم يقترن نهائيا بالمطالبة  بأي حق من الحقوق  الأصلية  التي يكون مركزها العقد والمصانة للعامل بقوة القانون، بل كان أساس سببه ادعاء من طرف المناديب وسائسيهم أن الشركة تنكرت لاتفاق أبرموه معها في شهر مايو من العام الماضي 05/2014  بشأن زيادة الأجور، وبغض النظر عن كون السقف الزمني الذي تم الإتفاق عليه لما يحن بعد  وذلك حسب اعتراف المناديب  أنفسهم،  إلا أن هذا الإتفاق أو الالتزام وحده لا يمكن أن يكون سببا في إضراب العمال بشكل مطلق  وغير محدد، خصوصا وأن الشركة أوضحت بما فيه الكفاية للعمال وللرأي العام أن السبب في عدم تمكنها من الوفاء بالإلتزام هو انخفاض أسعار الحديد في الأسواق العالمية، وقد أدى ذلك بشكل طبيعي إلى نقص حاد في عائدات أرباح الشركة، ولا يقدح في هذا ما يحاول البعض تسويقه بكون انخفاض الحديد تزامن معه انخفاض كذلك في أسعار المحروقات، فإذا أجزنا مقارنة ما تنتجه الشركة مع ما تستهلكه، وقارنا كذلك التراجع الحاصل على أسعارهما، فسنجد بونا شاسعا يوضح أن لا مجال لمقارنة ما تصدره الشركة من خام الحديد والضررالكبيرالذي يصيب الشركة من جراء نقص أسعاره في أ سواق المعادن الأوروبية، وبين ما تستهلكه من المحروقات في سبيل قيامها بمهامها المنجمية بشكل يومي والمصاريف الراجعة لحساب الشركة من خلال انخفاض تلك الأسعار، فالمقارنة هنا غير واردة لحصول الفارق البين  بين مقتضيات هذه المؤثرات، وما تمثله من نقص في أسعارالمبيعات وتقزيم للإستهلاك، وهذا ما يفرضه المنطق وطبيعة الفلسفة التجارية  وهوأن تنتج الشركة أكثرمن ما تستهلك.  يدعم هذا القول أن الشركة في السنوات الثلاثة الماضية منحت عمالها مجموعة من الزيادات المعتبرة على أجورهم بلغت في مجملها نسبة 35 في المائة  وذلك حين كانت الأمور تسير على طبيعتها، علما بأن الشركة كانت تستهلك في تلك الفترة من المحروقات أكثر مما تستهلكه اليوم، وشهدت المحروقات زيادات متفاوتة آنذاك، ومع ذلك لم تنقص الشركة أجور العاملين بل تمت الزيادة على جميع الأجورفي تلك الفترة لتشجيع العمال على مواصلة العمل وزيادة الإنتاج. إن ضياع  الشركة الوطنية للصناعة والمناجم ـ اسنيم ـ ومحاولة الحد من إنتاجها ولو ليوم واحد ـ  ستكون له بدون شك آثار سلبية على الدولة وعلى الشركة وعلى العمال .  فمساهمة الشركة في الميزانية العامة للدولة، وكونها  شريان حياة موريتانيا، والعمود الفقري للاقتصاد الوطني، والرمزية التاريخية التي تعنيها للمواطن، إضافة إلى حساسية وأهمية دور الشركة  وسمعتها عالميا، كل هذا يحتم على الفاعلين في الشركة جميعا إدارة  وكوادر وعمالا،وكل المهتمين أن يقفوا صفا واحدا في وجه سماسرة الفشل السياسي الذين مردوعلى اقتناص وتحيين فرص الشقاق وتحويله إلى ميدان نخاسة يضر بالعمال ويسيء إليهم أكثر مما يساعد في صناعة الحلول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق