كل شيئ تجدونه في لكدي كوم ـ صدق ـ أمانة ـ موضوعية

لكدي كوم ـ خياركم المفضل وتحت خدمتكم على بريديها الألكترونيين

لكدي كوم منبر حر نحوالأفضل

صوت الضعيف وأنة المبحوح-

لكدي كوم ترحب باقتراحاتكم ومشاركاتكم على العنوان التالي:lekdeya@gmail.com/lecdeya@gmail.com

ـ خواطركم وخدماتكم تجدونها على أثير لكدي كوم ـ لكدي كوم ترحب بكل القراء المهتمين بمقاطعة أ لاك ـ لكدي كوم في رحاب الماضي وتطلعات المستقبل

الخميس، 20 فبراير 2014

خفايا وأسرار الاعتداء على العلامة ولد الددو



مساء يوم الثلاثاء 13 فبراير 2014 إثر وفاة رجل محترم من قبيلة أولاد دمان، وأثناء الصلاة على الفقيد وقعت مشادة غريبة بين أشخاص جاؤوا يلقون عليه تحية الوداع. تناقلت المواقع الموريتانية، والإخوانية خصوصا هذه المشادة بوصفها
اعتداء جبان ضد الشيخ الموقر محمد الحسن ولد الددو قام به شاب ضال." هذا الحدث الذي يمكن أن ينظر إليه بقية العالم على أنه حادث عرضي يوضع فاعله ضمن القائمة التعيسة للمختلين عقليا الذين يعتدون جسديا على الشخصيات العامة دون أسباب واضحة، لكنه في بلدنا المسلم فعل لا سابق له، وله تداعيات اجتماعية وثقافية جد خطيرة. فلم يكن من عادة هذه البلاد المسلمة أن يضرب الشيوخ. فمن إمام القرية المتواضع معرفيا حتى العالم ذي الصيت العالمي فإن احترام هذه الشخصيات الموقرة عليه إجماع يتقاسمه كل الموريتانيين بمختلف طبقاتهم الإجتماعبة وأعراقهم.
ما الذي حدث إذن، ذلك المساء لتنهار قرون من التقاليد المرعية، ويتجاوز محرم لم يجرأ أحد على تجاوزه! ما الذي جعل صلاة على جنازة تنقلب إلى ما يشبه شجارا بين منحرفين؟  لكن إذا نظرنا من قريب فإن الوقائع تبدوا أكثر غرابة وتعقيدا مما تبدوا. فهي تتجاوز فعل الاعتداء الذي تروج عنه روايات متعددة، بما فيها رواية المعتدي نفسه محمد عبد الله ولد محمد لوليد.
لقد بدأت تظهر بعض الحقائق. منها أن المعتدي صديق طفولة، ورفيق درب ولد الددو منذ زمن طويل، فقد درس معه في محظرة أهل عدود قبل أن يصبح كاتبه الخاص، وكاتم أسراره، والمشرف على موقعه الألكتروني. يوم السبت 15 فبراير 2014 أدلى ولد لوليد بتصريح لموقع "عاجل إينفو" دافع فيه بكل وضوح عن فعلته التي وصفها بقوله:" ردة فعل طبيعية في إطار صراع أيديولوجي عميق يعيشه الاتجاه الإسلامي، وتراكم قضايا مختلفة" بينه وولد الددو. دون أن يدخل في التفاصيل، ندد ولد لوليد بانحراف خطير يقع فيه ولد الددو، ولا يرضى عنه ولد لوليد، لكن ولد الددو لم يعد قادرا على التراجع لأنه يتلقى أوامر من التنظيم الإخواني العالمي، ولا يسعه إلا الخضوع لها. ينفي عبد الله ولد لوليد بشدة أن يكون فر من مكان الاعتداء ملاحظا أن ولد الددو هو الذي "عرف عنه الفرار من البلد بهوية مزورة". ويضيف، من جهة أخرى أن النزاع بين الرجلين يعود إلى سنة 2009، ومعلوم في أوساط الحركة الإسلامية التي يقودها ولد الددو، لأن بعض منتسبيها طرف فيه، ويتهمهم ولد لوليد بأعمال مشينة. يؤكد ولد لوليد أنه حين طلب من ولد الددو أن يتدخل اكتفى بتذكيره بوجوب ستر المسلم عيوب أخيه المسلم. أوردت مصادر أخرى أن ولد الددو استجدى صديقه السابق أن يكتم كل ما يعرف، وما رأى، وما سمع بحكم قربه الشديد من الشيخ خلال سنوات عديدة. أشفع ولد لوليد تصريحه هذا بتهديدات لفظية صريحة تجاوزت الشيخ إلى كل المنظمات التي ينتمي إليها سواء كانت علنية أو سرية.
تطرح تصريحات المعتدي من علامات الاستفهام أكثر مما تلقي من الضوء على حادثة مساء 13 فبراير. السؤال الذي يتبادر منطقيا هو التالي: إذا كانت الخلافات بين الرجلين ظلت قائمة منذ 2009، فما هي الشرارة التي أشعلت الصراع وأدت بولد لوليد إلى الخروج عن طوره فيضرب، ويشتم أمام الناس صديق طفولته وزعيمه الروحي، ويتمادى برفضه تقديم الاعتذار له، وتوجيه تهديدات إليه؟
روايات مختلفة: أين تكمن الحقيقة؟
منذ المساء الذي وقعت فيه الحادثة راجت الشائعات مقدمة روايات هشة. في اليوم التالي 14 فبراير والأيام التي تلته ظهرت مقالات تتفاوت في مصداقيتها، في المواقع الألكترونية، دون أي تصريح من الضحية ولد الددو. رغم تصريحات المعتدي التي تداولتها مواقع عديدة باستثناء منظومة المواقع الإسلامية العالمية التي التزمت صمتا غريبا حول الاعتداء على زعيم روجت له إعلاميا على مستوى دولي. من بين الروايات الرائجة تبدو روايتان أكثر مصداقية من غيرهما.
صراع دنيوي، وليس دينيا؟
أكثر الروايات توثيقا تتحدث عن صراع مهني بدأ عام 2009 و2010. حينها كان ولد لوليد الذراع اليمنى لولد الددو منذ عودته إلى موريتانيا. فهو في معيته كل يوم، يؤدي وظيفة السكرتير الخاص، وموظف التشريفات، وحارسا شخصيا، يرافقه في أسفاره داخل الوطن وخارجه، يقبض المال الذي يبعث به مريدو الشيخ، ويوزع منه حسب تعليمات الشيخ، يعرف أرقام الحسابات المصرفية للشيخ، ولديه الأرقام الهاتفية للشخصيات الوطنية والأجنبية التي لها صلة بالشيخ، ينظم المقابلات، ويحضرها شخصيا. كما كان ولد لوليد يشرف على  التسجيلات المسموعة والمرئية لمحاضرات الشيخ، ويتابع توزيعها وتسويقها. آخر مسؤولية مهمة أسندها الشيخ لولد لوليد هي إدارة موقعه الألكتروني  www.dedew.net الذي يستلهم موقع يوسف القرضاوي إسلام أونلاين، وتستضيفه شركة مصرية مقرها في القاهرة ومعروفة بعلاقاتها مع تنظيم الإخوان الدولي: مؤسسة هنداوي. وجد ولد لوليد نفسه مرغما على الانصياع للأوامر فصدر الموقع بصورة للشيخ غارقة في هالة من النور مثل صورة مقدسة لأيقونة مسيحية، رغم تحفظات بعض المذاهب على التصوير! حتى سنة 2010 كان كل شيء في الظاهر على ما يرام بين صديقي الطفولة. فقد تحمل ولد الددو نفقات زواج ولد لوليد وأهداه سيارة من نوع مرسدس 190 بالاضافة إلى هدايا أخرى مختلفة. ساءت الأمور فجأة خلال سنة 2009.
بدأ الأمر بنقاشات بين الرجلين، فبدا أن ولد لوليد على خلاف مع صديقه، فأخذ يرفع صوته في حضرته وسط دهشة المحيطين بالشيخ. لكن أي شيء لم يتسرب عن أسباب الخلاف. تراكمت التوترات شهورا عديدة، ثم استدعى ولد الددو ولد لوليد في أكتوبر 2010 ليطلب منه أن يستقيل من إدارة الموقع الألكتروني. أمام رفض ولد لوليد وجه ولد الددو بنفسه رسالة إلى مؤسسة هنداوي يوم 14 أكتوبر 2010 يبلغها فيها أن السيد عبد الله محمد لوليد لم يعد مسؤولا عن تسيير الموقع، وطلب من المؤسسة تغيير مفاتيح دخول وتسيير الموقع، وأن ترسل لولد الددو الشفرة الجديدة على بريده الشخصي dedew2010@gmail.com وأن تتوقف عن مراسلة ولد لوليد. لكن العنيد ولد لوليد أعاد الكرة على الشيخ ضاغطا بحجج يعلمها هو وحده، ومرغما ولد الددو على التراجع عن قراره. هل مارس الابتزاز؟ مهما يكن، فإن ولد الددو، قبل انقضاء شهر على رسالته الأولى إلى مؤسسة هنداوي، تراجع في 10 نوفمبر 2010 عن قراره وأكد ولد لوليد بصفته مسيرا للموقع من خلال رسالة رسمية تحمل ختم وتوقيع الشيخ.
ينفي ولد الددو، في هذه الرسالة بشدة الشائعات التي تثار حول سوء تفاهم بينه وبين ولد لوليد ويؤكد أن الأخير يحظى بكامل ثقته و"حبه". توجد صورتان من الرسالتين على المواقع الألكترونية الموريتانية.
قضية أخلاقية؟
الرواية الأخرى التي راجت بسرعة، مختلفة تماما، إذ تتحدث عن فتاة اتخذها ولد الددو سرا زوجة ثالثة له دون علم زوجتيه الرسميتين (الأولى ابنة خاله ولد عدود، والثانية بنت مولاي الزين). هذه الفتاة اليتيمة قريبة ولد لوليد، وقد كان أحد شهود زواجها الذي نظم سرا خارج نواكشوط. حملت الفتاة من ولد الددو الذي رفض الاعتراف بأبوته للطفل، رغم أن الفتاة كانت بكرا حين تزوجها سرا، ورغم أنها لا تراه إلا لماما وسرا، فإنها تؤكد أنها لم تعرف رجلا غيره. حين أغلق ولد الددو بابه في وجه الفتاة، ورفض استقبال مبعوثين من طرفها، وأمام قرب ولادة الصبي قررت الفتاة التوجه إلى قريبها عبد الله ولد محمد لوليد عله يستثمر قربه منه ليعترف بالصبي الذي أوشك أن يولد.
ولأن العلاقات ساءت بينه وبين صديقه القديم، لم يتمكن ولد لوليد من الاتصال بولد الددو، فانتهز فرصة دفن وجيه من أولاد دمان ليقترب من ولد الددو بعد الصلاة على الجنازة لحل الإشكال نهائيا تفاديا للفضيحة. كان النقاش، الذي دار بين الرجلين في زقاق جنب الجامع، قصيرا؛ فقد طالب ولد الددو بحدة بعدم إزعاجه بهذا الموضوع الذي انتهى بالنسبة له، واستخدم عبارة نابية في حق الفتاة. تلك العبارة هي التي أخرجت ولد لوليد عن طوره فنطح ولد الددو محدثا جرحا طفيفا في شفته. تدخل بعض المصلين سريعا للفصل بين الرجلين، وحمل كل واحد منهما في سيارة اتجهت وجهة مختلفة؛ اقتيد ولد الددو إلى المقبرة لحضور دفن الفقيد، وتمت تهدئة ولد لوليد من قبل أصحاب نوايا حسنة أرادوا تفادي الفضيحة، وأعادوه إلى أهله. تروج هذه الرواية في الصالونات، ومواقع الشائعات المنتشرة في موريتانيا معززة بميل ولد الددو إلى الزيجات السرية والعلنية (حتى وهو في السجن)، لكن ما لم تصدقها ولادة الطفل غير الشرعي فإنها تظل شائعة.
لم تشتك الضحية، التزم الإسلاميون الصمت، ووضعت القضية في الاطار القبلي!
الغريب في القضية هو أن ولد الددو المتشبث جدا بمظاهر الاحترام التي يحظى بها الكبار في هذا العالم، والحساس جدا لمعاملة السلطات له (كان يطالب عند أسفاره بالمرور من قاعة الشرف في مطار نواكشوط)، والذي يحظى بمريدين في صفوف الشرطة الموريتانية قرر أن لا يشتكي المعتدي عليه، وأن يقلل من شأن الحادثة! "عدلها بطت إيغيو" كما يقول البيظان، فلم يتطرق للحادثة في خطبة الجمعة 14 فبراير، التي ألقاها من على منبر مسجد معهده في عرفات، رغم أن آثار الاعتداء لا تزال بادية على شفته، فلم يندد بالمعتدي عليه، كما أنه لم يسامحه كما تقتضي سماحة الإسلام، فقد أشار بكل بساطة إلى قداسة وحرمة الأنبياء. غريب!
لم يذكر شيء عن الاعتداء في موقع ولد الددو المخصص لشخصه. وفي الخارج تم الصمت على الإهانة. في غياب أي بيان رسمي من إسلاميي تواصل، الذي تأخر كثيرا وجدت بعض المواقع الإسلامية الموريتانية نفسها مرغمة على إدانة الاعتداء الدنيء في مقالات قصيرة. الأغرب من ذلك هو صمت الإسلاميين المطبق حول هذه القصة التي يختزلونها، إذا لم يتجاهلوها، في عمل فردي قام به مجنون، أو هو تدبير من الاستخبارات. لكن أيا من التفسيرين غير مقنع. فلم يصب ولد لوليد بالجنون فجأة بعد 15 سنة كان خلالها الذراع الأيمن لولد الددو، ويقال إن السلطات التي حاول ولد لوليد الاتصال بها منذ بعض الوقت لم تتجاوب مع وعوده بكشف حقائق عن ولد الددو لأن دافعه تصفية حسابات شخصية مما يفقده كل مصداقية.
أمام رفض ولد لوليد تقديم الاعتذار لولد الددو تحركت الماكينة القبلية التقليدية فورا. فأرسل أولاد دمان وفدا إلى مسومة. كما نشط وجهاء زاروا الضحية لحل القضية في الإطار القبلي. فقد أراد أولاد دمان مواساة الضحية والتأكد من أن هذا الفعل المعزول لن يؤثر على العلاقات الجيدة بين القبيلتين. كما اجتمع بعض رجالات مسومة (قبيلة ولد الددو) يوم السبت عند الشيخ محمد الأمين ولد الحسن. وبذلك بدأت التفاهمات، فعرضت مبالغ كبيرة على ولد لوليد ليغادر البلد، كما تلقى مكالمات من متنفذين موريتانيين وأجانب من أجل المصالحة بينه وبين ولد الددو. فهل حرك عبد الله ولد محمد لوليد مياه الإسلاميين الراكدة؟ ستحمل الأيام والأسابيع القادمة الاجابة على هذا السؤال...
محمد ولد سيدي محمد
sidi1980@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق