كل شيئ تجدونه في لكدي كوم ـ صدق ـ أمانة ـ موضوعية

لكدي كوم ـ خياركم المفضل وتحت خدمتكم على بريديها الألكترونيين

لكدي كوم منبر حر نحوالأفضل

صوت الضعيف وأنة المبحوح-

لكدي كوم ترحب باقتراحاتكم ومشاركاتكم على العنوان التالي:lekdeya@gmail.com/lecdeya@gmail.com

ـ خواطركم وخدماتكم تجدونها على أثير لكدي كوم ـ لكدي كوم ترحب بكل القراء المهتمين بمقاطعة أ لاك ـ لكدي كوم في رحاب الماضي وتطلعات المستقبل

الاثنين، 16 نوفمبر 2015

وأطلت الذكرى.. فهل من مدكر؟ بقلم عبد الناصرولد محمد المصطفى (رأي)



بين مؤتمر ألاك: 01 / 05 / 1958 م وإعلان انواكشوط: 28 / 11 / 1960 م تكاملت ولادة جمهوريتنا الإسلامية الموريتانية، وقد كان ذلك إبان ظرفين أحدهما دولي استبدل فيه الغرب استعماره القديم باستعمار من نوع جديد، أما الآخر فمحلي اتسم بالبداوة، والارتجالية، والتوجس من الدولة، والحنيـن إلى السيبة، والولاء للقبيلة، وتفشي الأمية، والشح في البنى التحتية، والنقص الحاد في الكفاءات الوطنية...
جاء الاستقلال، فتبنينا اسم "موريتانيا" الذي أقره المستعمر الفرنسي باقتراح من "كبولاني"، واستخرجنا نشيدنا الوطني من عصور ما قبل دولتنا الوطنية، وأدرنا شؤوننا المحلية بلغة المستعمر الدخيلة؛ فاستأسد المفرنسون وحُـظـوا بالمناصب والامتيازات، واسترنب المعـربون فـبُـلوا بالمصائب والإقصاءات...
لقد خطت دولتنا الفتية أولى خطواتها وسط بيئة استثنائية تعج بالفقر، والجهل، والتخلف، وضعف الإحساس بالوطنية، ولهذا فقد اعترضت مسيرتنا ــ منذ لحظة الاستقلال ــ عقبات كأداء كان من الحري، بل من الواجب على سلطاتنا المتعاقـبة مواجهتها بكل عزم، وحزم، وإخلاص من أجل أن نتغلب في كل "ذكرى" مجيدة من ذكريات الاستقلال على تحدٍ أو أكثر من تلك التحديات الجسام، غير أن أداء سلطاتنا الوطنية ــ منذ الاستقلال حتى الآن ــ لم يرق إلى مستوى التوقعات، فانعكست إخفاقاتها سلبا على المواطن المُحـبَـط الذي لم يعد يعبأ كثيرا بشؤون وطنه؛ فأصبحت "الذكرى" تمر تلو الأخرى من دون أن نتذوق من خلالها أية نكهة مميّـزة تتجاوز مجرد جلاء المستعمر ــ على أهمية الجلاء ــ إلى تجسيد الاستقلال على أرض الواقع، وهو ما لم يتحقق حتى الآن رغم احتفالنا بأربع وخمسين "ذكرى" بعد الاستقلال، وربما العلة في ذلك هي أن حكوماتنا المتعاقبة قد فشلت فشلا ذريعا في إنجاز أهم ما نحن تواقون إليه من بناء الاقتصادات، وتصويب العقليات، وصيانة المكتسبات، وبناء دولة المؤسسات، مما اضطرها ــ صرفا للأنظار ــ إلى اتخاذ "ذكريات" الاستقلال مجـرد احتفاليات جوفاء تشحنها تلك الحكومات بأصناف الدعايات المغرضة التي تسبح بحمدها وتقدس؛ فانحرفت "الذكرى" عن معانيها الجميلة المُذكية للهمم، لتصبح احتفالات شكلية تـلمّـع الحاكم، وتـمـوّه الواقع، وتــقــبّــب الحبة، ولهذا ارتـفعـت أسهم المزمرين والمطبلين على حساب نصحاء الوطن ومخلصيه؛ فاستنزفت الخيرات، وأُهدرت الطاقات، وأفسدت الأجيال، وحُــرفت المفاهيم إلى حــد التبس معه المصلح بالمفسد، والمهدي بالدجال، وقاتل الزبير بالزبير؛ فاحتفلنا بإجهاض الديمقراطية، وهللنا للانقلابات العسكرية، واحتقرنا لغاتنا الوطنية، وباركنا التحايل على الأموال العمومية، وتراقصنا على أنات مجموعاتنا المنسية، وعـزفـنا أوتار القبلية والفـئوية، وانـتجـعـنا المـحـسـوبية والجهوية، وأوغلنا في تغييب الهوية، وهشّـمنا "عطر أم منشم" بين المعارضة والأغلبية...
وبعيدا عن كل ما كان، واستشرافا لما ينبغي أن يكون، فإن بلادنا ــ اليوم ــ بحاجة ماسة إلى بذل المجهود وحشد كافة الجهود، حتى نتمكن ــ سويا ــ من حل المعقود وإنجاز الرقي المنشود، إذ ذاك، ستنغرس فينا نبتة "الوطنية" الفوّاحه، ويميز صادق الولاء للوطن مِمن كان سجاحه، فنخرج مِن حظيرة مَن نعـتـهم الشاعـرُ بقوله:
             لـُـعَـبٌ تحركها المطامع واللهى *** وصغائـر الأحـقـاد والآراب
وفي الأخير، فكيف ــ يا ترى ــ ستكون احتفالية "الذكرى" الخامسة والخمسين هذا العام؟؛ هل هي بلسم يداوي ما بالشعب من غائر الأسقام؟، أم أنها ستكون مجرد جـعـجـة يُـقـدّم فيها "الوطنُ" قـربــانا للــحـُـكّـام؟
بقلم الأستاذ: عبد الناصر بن محمد المصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق